أخبرني أبو خليفة قال حدثنا ابن سلام قال حدثني يونس وعبد الملك وأبو الغراف فألفت ما قالوا قالوا .
أتى الأخطل الكوفة فأتى الغضبان بن القبعثري الشيباني فسأله في حمالة فقال إن شئت أعطيتك ألفين وإن شئت أعطيتك درهمين قال وما بال الألفين وما بال الدرهمين قال إن أعطيتك ألفين لم يعطكها إلا قليل وإن أعطيتك درهمين لم يبق في الكوفة بكري إلا أعطاك درهمين وكتبنا إلى إخواننا بالبصرة فلم يبق بكري بها إلا أعطاك درهمين فخفت عليهم المؤنة وكثر لك النيل فقال فهذه إذا فقال نقسمها لك على أن ترد علينا فكتب بالبصرة إلى سويد بن منجوف السدوسي فقدم البصرة فقال يونس في حديثه فنزل على مال الصلت بن حريث الحنفي فأخبر من سمعه يقول والله لا أزال أفعل ذلك ثم رجع الحديث الأول فأتى سويدا فأخبره بحاجته فقال نعم وأقبل على قومه فقال هذا أبو مالك قد اتاكم يسألكم أن تجمعوا له وهو الذي يقول .
( إذا ما قلتُ قد صالحتُ بَكْراً ... أَبَى البَغْضاءُ والنَّسبُ البعيدُ ) .
( وأيَّامٌ لنا ولَهُمْ طِوِالٌ ... يَعَضّ الهامَ فيهنّ الحديدُ ) .
( ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ ... تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ ) .
( هُمَا أخوانِ يَصْطليانِ ناراً ... رِداءُ الحربِ بينهما جديدُ ) .
فقالوا فلا والله لا نعطيه شيئا فقال الأخطل .
( فإنْ تَبْخَلْ سَدُوسُ بدِرْهَمَيْها ... فإنَّ الرِّيحَ طَيِّبةٌ قَبُولُ )