الأخطل إلى الشكوة ففرغ ما فيها وإلى الجراب فأكل التمر والزبيب كله وجاءت فلحظت موضعها فرأته فارغاً فعلمت أنه قد دهاها وعمدت إلى خشبة لتضربه بها فهرب وقال .
( أَلَمَّ على عِنَبات العجوزِ ... وشَكْوَتها من غِيَاثٍ لَمَمْ ) .
( فظلَّت تُنادي أَلاَ وَيْلَها ... وتَلْعَن واللعنُ منها أَمَمْ ) .
وذكر يعقوب بن السكيت هذه القصة فحكى أنها كانت مع امرأة لأبيه لها منه بنون فكانت تؤثرهم باللبن والتمر والزبيب وتبعث به يرعى أعنزاً لها وسائر القصة والشعر متفق وقال في خبره وهذا أول شعر قاله الأخطل .
نسيبه بأمامة ورعوم .
أخبرني الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن علي بن فيروز عن الأصمعي عن أمامة ورعوم اللتين قال فيهما الأخطل .
( صَرَمتْ أَمَامَةُ حبلَها ورَعومُ ... ) .
ورعوم وأمامة بنتا سعيد بن إياس بن هانىء بن قبيصة وكان الأخطل نزل عليه فأطعمه وسقاه خمراً وخرجتا وهما جويريتان فخدمتاه ثم نزل عليه ثانية وقد كبرتا فحجبتا عنه فسأل عنهما وقال فأين ابنتاي فأخبر بكبرهما فنسب بهما قال والرعوم هي التي كانت عند قتيبة بن مسلم وكان يقال لها أم الأخماس تزوجت في أخماس البصرة محمد بن المهلب وعامر بن مسمع وعباد بن الحصين وقتيبة بن مسلم وكان يقال لها الجارود