ذكروا الفرزدق وجريرا في حلقة المدائني فقلت لصباح بن خاقان أنشدك بيتين للأخطل وتجيء لجرير والفرزدق بمثلهما قال هات فأنشدته .
( ألَمْ يأتِها أنّ الأرَاقِمَ فَلَّقَتْ ... جَمَاجِمَ قَيْسٍ بين رَاذَانَ والحَضْرِ ) .
( جَمَاجِم قومٍ لم يَعافوا ظُلامَةً ... ولم يعرِفوا أين الوفاءُ من الغَدْرِ ) .
قال فسكت .
قال إسحاق وحدثني أبو عبيدة أن يونس سئل عن جرير والفرزدق والأخطل أيهم أشعر قال أجمعت العلماء على الأخطل فقلت لرجل إلى جنبه سله ومن هم فقال من شئت ابن أبي إسحاق وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر وعنبسة الفيل وميمون الأقرن هؤلاء طرقوا الكلام وماشوه لا كمن تحكمون عنه لا بدويين ولا نحويين فقلت للرجل سله وبأي شيء فضل على هؤلاء قال بأنه كان أكثرهم عدد قصائد طوال جياد ليس فيها فحش ولا سقط قال أبو عبيدة فنظرنا في ذلك فوجدنا للأخطل عشرا بهذه الصفة وإلى جانبها عشرا إن لم تكن مثلها فليست بدونها ووجدنا لجرير بهذه الصفة ثلاثا قال إسحاق فسألت أبا عبيدة عن العشر فقال .
( عَفَا واسِطٌ من آل رَضْوَى فنَبْتَلُ ... ) و .
( تأبَّد الرَّبْعُ من سَلْمَى بأحفارِ ... )