( أهل بيتٍ تتابَعُوا للمَنَايَا ... ما على الموت بعدَهم من عِتَابِ ) .
( فَارَقُونِي وقد علمتُ يقيناً ... ما لِمَنْ ذَاقَ مِيتَةً من إيَاب ) .
( كم بذاكَ الحَجُونِ من أهل صِدْقٍ ... وكُهُولٍ أَعِفَّةٍ وشَبَابِ ) .
( سكَنُوا الجَزْع جَزْعَ بيتِ أبي موسى ... إلى النَّخْل من صُفِيِّ السِّبَابِ ) .
( فلِيَ الويلُ بعدَهم وعليهمْ ... صِرْتُ فرداً ومَلَّنِي أَصْحَابِي ) .
قال ابن أبي دُبَاكِلٍ فوالله ما تمم صاحبه منها ثلاثا حتى غشي على صاحبه وأقبل يصلح السرج على بغلته وهو غير معرج عليه فسألته من هو فقال رجل من جذام قلت بمن تعرف قال بعبد الله بن المنتشر قال ولم يزل القرشي على حاله ساعة ثم أفاق ثم جعل الجذامي ينضح الماء على وجهه ويقول كالمعاتب له أنت أبدا مصبوب على نفسك ومن كلفك ما ترى ثم قرب إليه الفرس فلما علاه استخرج الجذامي من خرج على بغل قدحا وإداوَةَ ماء فجعل في القدح ترابا من تراب قبر ابن سريج وصب عليه ماء من الإداوة ثم قال هاك فاشرب هذه السَّلْوَةَ فشرب ثم فعل هو مثل ذلك وركب على البغل وأردفني فخرجا والله ما يعرضان بذكر شيء مما كنا فيه ولا أرى في وجوههما شيئا مما كنت أرى قبل ذلك فلما اشتمل علينا أبطح مكة قالا انزل يا خزاعي فنزلت وأومأ الفتى إلى الجذامي بكلام فمد يده إلي وفيها شيء فأخذته فإذا هو عشرون دينارا ومضيا فانصرفت إلى قبره ببعيرين فاحتملت عليهما أداة الراحلتين اللتين عقراهما فبعتها بثلاثين دينارا