إذ كان القصد ها هنا أمر أبي دلف .
أخبار عن شدة كرمه .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال .
كنا عند أبي العباس المبرد يوما وعنده فتى من ولد أبي البختري وهب بن وهب القاضي أمرد حسن الوجه وفتى من ولد أبي دلف العجلي شبيه به في الجمال فقال المبرد لابن أبي البختري أعرف لجدك قصة ظريفة من الكرم حسنة لم يسبق إليها قال وما هي قال دعي رجل من أهل الأدب إلى بعض المواضع فسقوه نبيذا غير الذي كانوا يشربون منه فقال فيهم .
( نَبِيذانِ في مجلسٍ واحدٍ ... لإيثار مُثْرٍ على مُقْتِرِ ) .
( فلو كان فعلُك ذا في الطعامِ ... لَزِمْتَ قياسَك في المُسْكِر ) .
( ولو كنتَ تطلب شأوَ الكرام ... صنعتَ صنيعَ أبي البَخْتَرِي ) .
( تتبَّعَ إخوانَه في البلاد ... فأغنى المُقِلَّ عن المُكْثِرِ ) .
فبلغت الأبيات أبا البختري فبعث إليه بثلثمائة دينار قال ابن عمار فقلت قد فعل جد هذا الفتى في هذا المعنى ما هو أحسن من هذا قال وما فعل قلت بلغه أن رجلا افتقر بعد ثروة فقالت له امرأته افترض في الجند فقال .
( إليكِ عنِّي فقد كَلَّفْتِنِي شَطَطاً ... حَمْلَ السلاحِ وقِيلَ الدَّارعين قِفِ ) .
( تمشي المنايا إلى غيرِي فأكْرهُها .
فكيف أمشي إليها عارِيَ الكَتِفِ ) .
( حَسِبتِ أنّ نفادَ المال غيَّرني ... وأنّ رُوحِيَ في جَنْبَيْ أبي دُلَفِ ) .
فأحضره أبو دلف ثم قال له كم أملت امرأتك أن يكون رزقك قال مائة دينار قال وكم أملت أن تعيش قال عشرين سنة قال فذلك لك علي