نبذة عن ترجمة عبد قيس البرجمي .
وأما عبد قيس بن خفاف البرجمي فإني لم أجد له خبرا أذكره إلا ما أخبرني به جعفر بن قدامة قال قرأت في كتاب لأبي عثمان المازني كان عبد قيس بن خفاف البرجمي أتى حاتم طيىء في دماء حملها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها فقال والله لآتين من يحملها عني وكان شريفا شاعرا شجاعا فقدم على حاتم وقال له إنه وقعت بيني وبين قومي دماء فتواكلوها وإني حملتها في مالي وأهلي فقدمت مالي وأخرت أهلي وكنت أوثق الناس في نفسي فإن تحملتها فكم من حق قضيته وهم كفيته وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك ولم أنس غدك ثم أنشأ يقول .
( حملتُ دماءً للبَرَاجِمِ جَمَّةً ... فجئتُكَ لمَّا أسلمتْني البراجمُ ) .
( وقالوا سَفَاهاً لِمْ حَمَلتَ دماءنَا ... فقلتُ لهم يكفي الحَمَالةَ حاتمُ ) .
( متى آته فيها يَقُلْ لِيَ مرحباً ... وأهلاً وسهلاً أخطأتْكَ الأشائم ) .
( فيحملها عنِّي وإن شئتُ زادَني ... زيادةَ مَنْ حِيزَتْ إليه المكارمُ ) .
( يعيش النَّدَى ما عاش حاتمُ طّيِّىءٍ ... وإن مات قامت للسخاء مآتمُ ) .
( يُنادِينَ مات الجودُ مَعْك فلا نَرَى ... مُجِيباً له ما حام في الجوِّ حائم ) .
( وقال رجال أنهبَ العامَ مالَه ... فقلت لهم إنِّي بذلك عالم ) .
( ولكنه يُعطى مِنَ اموال طيِّىءٍ ... إذا حلَق المالَ الحقوقُ اللَّوازِمُ ) .
( فيُعطِي الَّتي فيها الغِنَى وكأنه لتصغيره تلك العطَّيةَ جارمُ ) .
( بذلك أوصاه عَدِيُّ وحَشْرَجٌ ... وسَعْدٌ وعبدُ اللَّه تلك القَمَاقِمُ ) .
فقال له حاتم إني كنت لأحب أن يأتيني مثلك من قومك وهذا