( إذاً رأتْ غيرَ ما ظَنَّتْ بصاحبها ... وأيْقنتْ أن عَكّاً ليس من وَطَنِي ) .
( ما أَنْسَ لا أَنْسَ يومَ الخَيْفِ موقفَها ... ومَوْقِفِي وكِلاَنا ثَمَّ ذو شَجَن ) .
( وقولَها للثُّرَيَّا وهي باكيةٌ ... والدمعُ منها على الخدَّين ذو سُنَنِ ) .
( باللَّه قُولي له في غير مَعْتَبةٍ ... ماذا أردتَ بطول المُكْثِ في اليَمَنِ ) .
( إن كنتَ حاولتَ دنيا أو نَعِمْتَ بها ... فما أَصبْتَ بتركِ الحجّ من ثَمَنِ ) .
فكلهم استحسن الغناء وضج القوم من حسن ما سمعوا ويقال إنهم ما سمعوا غناء قط أحسن من غنائها ذلك الصوت في ذلك اليوم ودمعت عين عمر حتى جرى الدمع على ثيابه ولحيته وإنه ما رئي عمر كذلك في محفل غيره قط ثم أقبلت على ابن سريج فقالت هات فاندفع يغني ورفع صوته بشعر عمر .
غناء ابن سريج في مجلسها بشعر عمر بن أبي ربيعة .
( أليستْ بالتي قالت ... لمَوْلاةٍ لها ظُهُرا ) .
( أَشِيري بالسلام له ... إذا هو نحونَا نَظَرا ) .
( وقُولِي في مُلاطفةٍ ... لزَينبَ نَوِّلي عُمَرا ) .
( وهذا سِحْرُكَ النِّسْوانَ ... قد خبَّرْنَنِي الخبَرا ) .
سماعها لعدد كبير من المغنين .
فسمع من ابن سريج في هذا اللحن من الحسن ما يقال إنه ما سمع مثله ثم قالت لسعيد بن مسجح هات يا أبا عثمان فاندفع فغنى .
( قد قلتُ قبل البَيْنِ لمَّا خَشِيتُه ... لتُعْقِبَ وُدّاً أو لتعلمَ ما عندي ) .
( لكِ الخيرُ هل من مَصْدَرٍ تَصْدُرينَهُ ... يُرِيحُ كما سَهَّلْتِ لي سُبُلَ الوِرْد )