ولا بعد إلى أن ماتت مثل ذلك الغناء فسبح عبد الله بن جعفر والقوم معه وهما .
( ولما رأتْ أنّ الشَّرِيعةَ هَمُّها ... وأنّ البَياضَ من فَرَائِصها دَامِي ) .
( تَيَمَّمَتِ العينَ التي عند ضارِجٍ ... يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامِي ) .
ولابن مسجح في هذا الشعر صوت وهذا أحسنهما فلما فرغت قالت جميلة أي سيدي أزيدك قال حسبي فقال بعض من كان معه بأبي جعلت فداك وكيف أنقذ الله من المسلمين جماعة بهذين البيتين قال نعم أقبل قوم من أهل اليمن يريدون النبي فضلوا الطريق ووقعوا على غيرها ومكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء وجعل الرجل منهم يستذري بفيء السمر والطلح يائسا من الحياة إذ أقبل راكب على بعير له وأنشد بعض القوم هذين البيتين فقال .
( ولما رأتْ أن الشَّرِيعةَ همُّها ... وأنَّ البياضَ من فَرَائِصها دامِي ) .
( تَيَمَّمَتِ العينَ التي عند ضارِج ... يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامِي ) .
فقال الراكب من يقول هذا قال امرؤ القيس قال والله ما كذب هذا ضارج عندكم وأشار لهم إليه فحبوا على الركب فإذا ماء عذب وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه فشربوا منه ريهم وحملوا ما اكتفوا به حتى بلغوا الماء فأتوا النبي فأخبروه وقالوا يا رسول الله أحيانا الله D ببيتين من شعر امرىء القيس وأنشدوه الشعر فقال رسول الله