وفد ابن سريج والغريض وسعيد بن مسجح ومسلم بن محرز المدينة لبعض من وفدوا عليه فأجمع رأيهم على النزول على جميلة مولاة بهز فنزلوا عليها فخرجوا يوما إلى العقيق متنزهين فوردوا على معبد وابن عائشة فجلسوا إليهما فتحدثوا ساعة ثم سأل معبد ابن سريج وأصحابه أن يعرضوا عليهم بعض ما ألفوا فقال ابن عائشة إن للقوم أعمالا كثيرة حسنة ولك أيضا يا ابا عباد ولكن قد اجتمع علماء مكة وأنا وأنت من اهل المدينة فليعمل كل واحد منا صوتا ساعته ثم يغن به قال معبد يابن عائشة قد أعجبتك نفسك حتى بلغتك هذه المرتبة قال ابن عائشة أوغضبت يا ابا عباد إني لم اقل هذا وأنا أريد أن أتنقصك فإنك لأنت المفاد منه قال معبد أما إذ قد اختلفنا واصحابنا المكيون سكوت فلنجعل بيننا حكما قال ابن عائشة إن أصحابنا شركاء في الحكومة قال ابن سريج على شريطة قال على أن يكون ما نغني به من الشعر ما حكمت فيه امرأة قال ابن عائشة ومعبد رضينا وهي أم جندب فأجمع رأيهم على الاجتماع في منزل جميلة من غد فلما حضروا قال ابن عائشة ما ترى يا ابا عباد قال أرى أن يبتدىء أصحابنا أو أحدهم قال ابن سريج بل أنتما أولى قالا لم نكن لنفعل فأقبل ابن سريج على سعيد بن مسجح فسأله أن يبتدىء فأبى فأجمع رأي المكيين على أن يبتدىء ابن سريج فغنى ابن سريج