أغارت بنو حنيفة على طائفة من بني عقيل ومعهم رجل من بني قشير جار لهم فقتل القشيري ورجل من بني عقيل واطردت إبل من العقيليين فأتى الصريخ عقيلا فلحقوا القوم فقاتلوهم فقتلوا من بني حنيفة رجلا وعقروا أفراسا ثلاثة من خيل حنيفة وانصرفوا فلبثوا سنة ثم إن عقيلا انحدرت منتجعة من بلادها إلى بلاد بني تميم فذكر لحنيفة وهم بالكوكبة والقيضاف فغزتهم حنيفة وحذر العقيليون وأتتهم النذر من نمير فانكشفوا فلم يقدروا عليهم فبلغ ذلك من بني عقيل وتلهفوا على بني حنيفة فجمعوا جمعا ليغزوا حنيفة ثم تشاوروا فقال بعضهم لا تغزوا قوما في منازلهم ودورهم فيتحصنوا دونكم ويمتنعوا منكم ولا نأمن أن يفضحوكم فأقاموا بالعقيق وجاءت حنيفة غازية كعبا لا تتعداها حتى وقعت بالفلج فتطاير الناس ورأس حنيفة يومئذ المندلف وجاء صريخ كعب إلى أبي لطيفة بن مسلم العقيلي وهو بالعقيق أمير عليها فضاق بالرسول ذرعا وأتاه هولٌ شديد فأرسل في عقيل يستمدها فأتته ربيعة بن عقيل وقشير بن كعب والحريش بن كعب وأفناء خفاجة وجاش إليه الناس فقال إني قد أرسلت طليعة فانتظروها حتى تجيء ونعلم ما تشير به قال أبو الجراح فأصبح صبح ثالثة على فرس له يهتف أعز الله نصركم وأمتعنا بكم انصرفوا راشدين فلم يكن بأس فانصرف الناس وصار في بني عمه ورهطه دنية وإنما فعل ذلك لتكون له السمعة والذكر فكان فيمن سار معه القحيف بن خمير ويزيد بن الطثرية الشاعران فساروا حتى واجهوا القوم فواقعوهم فقتلوا المندلف رموه في عينه وسبوا وأسروا ومثلوا بهم وقطعوا أيدي اثنين منهم وأرسلوهما إلى اليمامة وصنعوا ما أرادوا ولم يقتل ممن كان