وقالت حذري بثينة وجميلا فجاءت الجارية فنبهتهما فلما تبينت بثينة الصبح قد أضاء والناس منتشرين ارتاعت وقالت يا جميل نفسك نفسك فقد جاءني غلام نبيه بصبوحي من اللبن فرآنا نائمين فقال لها جميل وهو غير مكترث لما خوفته منه .
( لعَمْرُكِ ما خَوَّفْتِنِي من مَخَافةٍ ... بُثَيْن ولا حَذَّرْتِنِي موضعَ الحَذَرْ ) .
( فأُقْسِمُ لا يُلْفَى لِيَ اليومَ غِرَّةٌ ... وفي الكَفِّ منِّي صارمٌ قاطعٌ ذَكَرْ ) .
فأقسمت عليه أن يلقي نفسه تحت النضد وقالت إنما أسألك ذلك خوفا على نفسي من الفضيحة لا خوفا عليك ففعل ذلك ونامت كما كانت واضجعت أمّ الجسير إلى جانبها وذهبت خادم ليلى إليها فأخبرتها الخبر فتركت العبد يمضي إلى سيده فمضى والصبوح معه وقال له إني رأيت بثينة مضطجعة وجميل إلى جنبها فجاء نبيه إلى أخيها وأبيها فأخذ بأيديهما وعرفهما الخبر وجاؤوا بأجمعهم إلى بثينة وهي نائمة فكشفوا عنها الثوب فإذا أم الجُسير إلى جانبها نائمة فخجل زوجها وسب عبده وقالت ليلى لأخيها وأبيها قبحكما الله أفي كل يوم تفضحان فتاتكما ويلقاكما هذا الأعور فيها بكل قبيح قبحه الله وإياكما وجعلا يسبان زوجها ويقولان له كل قول قبيح وأقام جميل عند بثينة حتى أجنه الليل ثم ودعها وانصرف وحذرتهم بثينة لما جرى من لقائه إياها فتحامته مدة فقال في ذلك .
صوت .
( أأن هتَفتْ وَوَرْقاءُ ظَلْتَ سَفَاهةً ... تُبَكِّي على جُمْلٍ لوَرْقَاءَ تَهْتِفُ )