( وقد تَلْتقي الأشْتاتُ بعد تفرُّقٍ ... وقد تُدْرَكُ الحاجاتُ وهي بعيدُ ) .
التقى بثينة بعد غياب فتعاتبا .
أخبرني علي بن صالح قال حدثني عمر بن شبة عن إسحاق قال .
لقي جميل بثينة بعد تهاجر كان بينهما طالت مدته فتعاتبا طويلا فقالت له ويحك يا جميل أتزعم أنك تهواني وأنت الذي تقول .
( رمَى اللَّهُ في عينيْ بُثَينَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرّ من أَنْيابها بالقَوَادِحِ ) .
فأطرق طويلا يبكي ثم قال بل أنا القائل .
( ألا ليتَنِي أَعْمَى أصمُّ تَقُوُدنِي ... بثينةُ لا يَخْفَى عليّ كلامُها ) .
فقالت له ويحك ما حملك على هذه المنى أوليس في سعة العافية ما كفانا جميعا .
قال إسحاق وحدثني أيوب بن عباية قال .
سعت أمة لبثينة بها إلى أبيها وأخيها وقالت لهما إن جميلا عندها الليلة فأتياها مشتملين على سيفين فرأياه جالسا حجرة منها يحدثها ويشكو إليها بثه ثم قال لها يا بثينة أرأيت ودي إياك وشغفي بك ألا تجزينيه قالت بماذا قال بما يكون بين المتحابين فقالت له يا جميل أهذا تبغي والله لقد كنت عندي بعيدا منه ولئن عاودت تعريضا بريبة لا رأيت وجهي أبدا فضحك وقال والله ما قلت لك هذا إلا لأعلم ما عندك فيه ولو علمت أنك تجيبينني إليه لعلمت أنك تجيبين غيري ولو رأيت منك مساعدة عليه لضربتك