الأحب وهن بنات عم عبيد الله بن قطبة أخي أبيه لحا فرأى منهن منظرا وأعجبنه وعشق بثينة وقعد معهن ثم راح وقد كان معه فتيان من بني الأحب فعلم أن القوم قد عرفوا في نظره حب بثينة ووجدوا عليه فراح وهو يقول .
( عَجِل الفِراقُ ولَيْتَه لم يَعْجَلِ ... وجرتْ بوادرُ دَمْعِك المُتَهلِّلِ ) .
( طَرَباً وشاقكَ ما لَقِيتَ ولم تَخَفْ ... بَيْنَ الحبيبِ غداةَ بُرْقةِ مِجْوَلِ ) .
( وعرفتَ انك حين رُحْتَ ولم يكن ... بعدُ اليقينُ وليس ذاك بمُشْكِلِ ) .
( لن تَستطيع إلى بثينة رَجْعةً ... بعد التفرُّق دون عامٍ مُقبِلِ ) .
قال وإن بثينة لما أخبرت أن جميلا قد نسب بها حلفت بالله لا يأتيها على خلاء إلا خرجت إليه ولا تتوارى منه فكان يأتيها عند غفلات الرجال فيتحدث إليها ومع أخواتها حتى نمي إلى رجالها أنه يتحدث إليها إذا خلا منهم وكانوا أصلافا غيرا أو قال غيارى فرصدوه بجماعة نحو من بضعة عشر رجلا وجاء على الصهباء ناقته حتى وقف على بثينة وأم الجسير وهما يحدثانه وهو ينشدهما يومئذ .
( حلفتُ بربِّ الراقصاتِ إلى مِنًى ... هُوِيَّ القَطَا يَجْتَزْنَ بطنَ دَفِينِ )