فقال له الوليد صدقت يا عبيد أنّى لك هذا قال هو من عند الله قال الوليد لو غير هذا قلت لأحسنت أدبك قال ابن سريج ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال الوليد يزيد في الخلق ما يشاء قال ابن سريج هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر قال الوليد لعلمك والله أكبر وأعجب إلي من غنائك غنني فغناه بشعر عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد .
( عرَف الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعتَادَها ... من بعدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلاَدَها ) .
( ولربَّ واضحةِ العَوَارِضِ طَفلةٍ ... كالرِّيم قد ضَرَبَتْ بها أوتادَها ) .
( إنِّي إذا ما لم تَصِلْنِي خُلَّتِي ... وتباعَدتْ منِّي اغتفرتُ بِعَادَها ) .
( صلى الإِلهُ على امرىءٍ ودّعْتُه ... وأتَمَّ نِعْمَته عليه وزَادَهَا ) .
( وإذا الرَّبِيعُ تتابعتْ أنْواؤُه ... فسَقَى خُنَاصِرَةَ الأحَصِّ فجادَها ) .
( نزَل الوليدُ بها فكان لأهلِها ... غيثاً أغاثَ أنيسَها وبِلادَها ) .
( أوَ لا تَرَى أنّ البَرِيَّةَ كلَّها ... ألقتْ خزَائِمَها إليه فقادَها ) .
( ولقد أراد اللهُ إذ وَلاَّكَها ... من أُمَّةٍ إصلاَحها ورشَادَها ) .
( أَعْمَرْتَ أرضَ المسلمين فأقْبَلَتْ ... وكَفَفْتَ عنها مَنْ يَرُومُ فسادَها ) .
( وأصَبْتَ في أرضِ العَدُوِّ مُصِيبةً ... عَمَّتْ أقَاصِيَ غَوْرِها ونِجَادَها ) .
( ظَفَراً ونَصْراً ما تناولَ مثلَه ... أحدٌ من الخُلَفاءِ كان أرادَها )