بالجارية التي بعث بها إلينا عامل اليمامة فأتي بجارية بيضاء مديدة القامة فقال إن أصبت صفتها فهي لك فقال ما أسمها قال أمامة فأنشأ يقول .
( وَدِّعْ أُمَامَةَ حانَ منك رحيلُ ... إن الوَدَاعَ لمن تُحِبّ قليلُ ) .
( مثلُ الكَثِيبِ تهيَّلتْ أعطافُه ... فالريحُ تَجْبرُ مَتْنَه وتَهيِلُ ) .
( تلك القلوبُ صوادياً تيَّمْتِها ... وأَرَى الشفاءَ وما إليه سبيلُ ) .
فقال خذ بيدها فبكت الجارية وانتحبت فقال ادفعوها إليه بمتاعها وبغلها ورحالها .
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثني أبو الغراف قال .
قال الحجاج لجرير والفرزدق وهو في قصره بحزيز البصرة ائتياني في لباس آبائكما في الجاهلية فلبس الفرزدق الديباج والخز وقعد في قبة وشاور جرير دهاة بني يربوع فقالوا له ما لباس آبائنا إلا الحديد فلبس جرير درعا وتقلد سيفا وأخذ رمحا وركب فرسا لعباد بن الحصين يقال له المنحاز وأقبل في أربعين فارسا من بني يربوع وجاء الفرزدق في هيئته فقال جرير .
( لبِستُ سلاحي والفرزدقُ لُعْبةٌ ... عليه وِشَاحا كُرَّجٍ وجَلاَجِلُهْ ) .
( أَعِدُّوا مع الحَلْيِ المَلاَبَ فإنما ... جريرٌ لكم بَعْلٌ وأنتم حَلاَئِلُهْ ) .
ثم رجعا فوقف جرير في مقبرة بني حصن ووقف الفرزدق في المربد قال فأخبرني أبي عن محمد بن زياد قال كنت أختلف إلى جرير والفرزدق وكان جرير يومئذ كأنه أصغرهما في عيني