( فرُدِّي جِمالَ البَيْنِ ثم تَحَمَّلِي ... فَما لكِ فيهم من مُقَامٍ ولا لِيَا ) .
( لقد قادَنِي الجِيران يوماً وقُدْتُهم ... وفارقتُ حتَّى ما تصُبُّ جِمَالِيَا ) .
( وإنَّي لمغرورٌ أُعلَّلُ بالمُنَى ... لياليَ أرجو أن مالكَ مالِيَا ) .
( بأيّ سِنَانٍ تَطْعُنُ القَرْمَ بعدما ... نَزَعْتَ سِنَاناً من قَنَاتِك ماضيَا ) .
( بأيّ نِجَادٍ تحمِل السَّيفَ بعدما ... قطعتَ القُوَى من مِحْمَلٍ كان باقِيَا ) .
قال وكان يزيد بن معاوية عاتب أباه بهذه الأبيات ونسبها إلى نفسه لأن جريرا لم يكن شعره شهر حينئذ فقدم جرير على يزيد في خلافته فاستؤذن له مع الشعراء فأمر يزيد ألا يدخل عليه شاعر إلا من عرف شعره فقال جرير قولوا له أنا القائل .
( فرُدِّي جِمالَ الحيِّ ثم تَحَمَّلِي ... فما لكِ فيهم من مُقامٍ ولا لِيَا ) .
فأمر بإدخاله فلما أنشده قال يزيد لقد فارق أبي الدنيا وما يحسب إلا أني قائلها وأمر له بجائزة وكسوة .
أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثنا محمد بن صالح بن النطاح قال قال ابو عبيدة قال أبو عمرو .
استعار جرير من أبيه فحلا يطرقه في إبله فلما استغنى عنه جاءه أبوه في بت خلق يسترده فدفعه إليه وقال يا ابت هذا تُرَدّ إلى عطيَّةَ تُعْتَلُ يعرِّض بقول الفرزدق فيه .
( ليس الكرامُ بناحِلِيكَ اباهُم ... حتى تُرَدَّ إلى عَطِيَّةَ تُعْتَلُ )