التي رثى بها امرأته فأنشدني لجرير يرثي ابنه سوادة ومات بالشام .
( قالوا نَصِيبَك من أجرٍ فقلتُ لهم ... كيف العَزاءُ وقد فارقتُ أشبالي ) .
( فارقتني حين كَفَّ الدهرُ من بصرِي ... وحين صِرْتُ كعظم الرِّمَّة البالي ) .
( أَمْسَى سَوَادةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فوق المَرْبأ العالي ) .
( قد كنتُ أعرفه منِّي إذا غَلِقتْ ... رُهْنُ الجِياد ومَدّ الغَايَة الغَالي ) .
( إنّ الثَّوِيّ بِذي الزَّيْتُون فاحتسبي ... قد أَسرعَ اليوم في عقلي وفي حالي ) .
( إلاّ تَكُنْ لكَ بالدَّيْرَيْن مُعْوِلَةٌ ... فرُبَّ باكيةٍ بالرَّمْلِ مِعْوَالِ ) .
( كأمّ بَوٍّ عَجُولٍ عند مَعْهَدِه ... حَنَّتْ إلى جَلَدٍ منه وأَوْصَال ) .
( حتى إذا عرَفتْ أن لا حياةَ به ... رَدَّتْ هَمَاهمَ حَرَّى الجوفِ مِثْكالِ ) .
( زادت على وَجْدِها وَجْداً وإن رجَعتْ ... في الصدر منها خُطوبٌ ذاتُ بَلْبَالِ ) .
أخبرني عبد الواحد بن عبيد عن قعنب بن المحرز الباهلي عن المغيرة بن حجناء وعمارة بن عقيل قالا .
خرج جرير إلى دمشق يؤم الوليد فمرض ابن له يقال له سوادة وكان به معجبا فمات بالشام فجزع عليه ورثاه جرير فقال .
( أَوْدَى سَوَادةُ يَجْلُو مُقْلَتيْ لَحِمٍ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فوق المَرْبأ العالي )