حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عبد الله بن المنذر عن صفية بنت الزبير بن هشام قالت كان أبو السائب المخزومي رجلا صالحا زاهدا متقللا يصوم الدهر وكان أرق خلق الله وأشدهم غزلا .
فوجه ابنه يوما يأتيه بما يفطر عليه فأبطأ الغلام إلى العتمة فلما جاء قال له يا عدو نفسه ما أخرك إلى هذا الوقت قال جزت بباب بني فلان فسمعت منه غناء فوقفت حتى أخذته فقال هات يا بني فوالله لئن كنت أحسنت لأحبونك ولئن كنت أسأت لأضربنك فاندفع يغني بشعر كثير .
( ولما عَلَوْا شَغْباً تبيّنتُ أنه ... تقطَّع من أهل الحجاز علائِقي ) .
( فلا زِلْن حَسْرَى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنها ... إلى بلدٍ ناءٍ قليلِ الأصادِق ) فلم يزل يغنيه إلى نصف الليل فقالت له زوجته يا هذا قد انتصف الليل وما أفطرنا قال لها أنت طالق إن كان فطورنا غيره فلم يزل يغنيه إلى السحر فلما كان السحر قالت له زوجته هذا السحر وما أفطرنا فقال أنت طالق إن كان سحورنا غيره فلما أصبح قال لابنه خذ جبتي هذه وأعطني خلقك ليكون الحباء فضل ما بينهما فقال له يا أبت أنت شيخ وأنا شاب وأنا أقوى على البرد منك قال يا بني ما ترك صوتك هذا للبرد علي سبيلا ما حييت .
أخبرني وكيع قال أنشدنا أحمد بن يزيد الشيباني عن مصعب الزبيري لسليمان بن أبي دباكل قال