( وما أدري بَلَى إنّي لأدري ... أصَوْبُ القَطْر أحسنُ أم حُبَيْشُ ) .
( حُبَيْشَةُ والذي خلق الهَدَايا ... وما عن بُعْدها للصَّبّ عيشُ ) فسمعت ذلك أمه فتغافلت عنه وكرهت قوله ثم مشيا مليا فإذا هو بظبي على ربوة من الأرض فقال .
( يا أُمَّتاً أَخْبريني غيرَ كاذبةٍ ... وما يُريد مَسُولُ الحقِّ بالكذب ) .
( أتلك أحسنُ أم ظبيٌ برابيةٍ ... لا بل حُبَيْشةُ في عيني وفي أَرَبي ) فزجرته أُمه وقالت له ما أنت وهذا نزوجك بنت عمك فهي أجمل من تلك وأتت امرأة عمه فأخبرتها خبره وقالت زيني ابنتك له ففعلت وأدخلتها عليه فلما رآها أطرق فقالت له أمه أيهما الآن أحسن فقال .
( إذا غُيِّبتْ عنِّي حُبيشةُ مرّةً ... من الدّهر لم أمْلِك عزاءً ولا صبرا ) .
( كأنّ الحشى حَرُّ السَّعير يَحُشّه ... وَقود الغَضَى والقلبُ مستعِرا ) وجعل يراسل الجاريه وتراسله حتى علقته كما علقها وكثر قوله للشعر فيها فمن ذلك قال .
( حُبَيشةُ هل جَدّي وجَدُّك جامعٌ ... بشَمْلِكُمُ شَمْلي وأهلِكُمُ أهلي ) .
( وهل أنا ملتفٌّ بثوبِك مَرّةً ... بصَحْراء بين الأَلْيَتَيْن إلى النخل ) .
( وهل أَشْتفِي من رِيِق ثغرِكِ مَرّةً ... كراحٍ ومسكٍ خالطا ضَرَبَ النَّحْل )