سمعت ابن عائشة والقحذمي يقولان هو يزيد بن مفرغ ومن قال إنه يزيد ابن معاوية فقد أخطأ .
ومفرغ لقب ربيعة لأنه راهن أن يشرب عسا من لبن فشربه حتى فرغه فلقب مفرغا وكان شعابا بسيالة ثم صار إلى البصرة .
وكان شاعرا متقدما مطبوعا يقال إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام ثلاثة بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع .
وإنما مات ذكره وهجر الناس شعره لما كان يفرط فيه من سب أصحاب رسول الله في شعره ويستعمله من قذفهم والطعن عليهم فتحومي شعره من هذا الجنس وغيره لذلك وهجره الناس تخوفا وتراقبا وله طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه أو يقاربه ولا يعرف له من الشعر كثير وليس يخلو من مدح بني هاشم أو ذم غيرهم ممن هو عنده ضد لهم ولولا أن أخباره كلها تجري هذا المجرى ولا تخرج عنه لوجب ألا نذكر منها شيئا ولكنا شرطنا أن نأتي بأخبار من نذكره من الشعراء فلم نجد بدا من ذكر أسلم ما وجدناه له وأخلاها من سيء اختياره على قلة ذلك .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني علي بن محمد ألنوفلي عن إسماعيل بن الساحر راوية السيد قال ابن عمار وحدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ عن أبيه أن أبوي السيد كانا إباضيين وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني