أخبار أبي زكار الأعمى .
قال أبو الفرج أبو زكار هذا رجل من أهل بغداد من قدماء المغنين وكان منقطعا إلى آل برمك وكانوا يؤثرونه ويفضلون عليه إفضالا .
فحدثني محمد بن جعفر بن قدامة قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي قال سمعت مسرورا يحدث أبي قال لما أمرني الرشيد بقتل جعفر بن يحيى دخلت عليه وعنده أبو زكار الأعمى وهو يغنيه بصوت لم أسمع بمثله .
( فلا تَبْعَدْ فكلُّ فتىً سيأتي ... عليه الموتُ يَطرُق أو يُغادي ) .
( وكلّ ذخيرةٍ لا بدّ يوماً ... وإن بَقِيَتْ تَصير إلى نَفاد ) .
( ولو يُفْدَى من الحدثان شيءٌ ... فديتُك بالطَّريف وبالتِّلاد ) فقلت له في هذا والله أتيتك فأخذت بيده فأقمته وأمرت بضرب عنقه فقال لي أبو زكار نشدتك الله إلا ألحقتني به فقلت وما رغبتك في ذلك قال إنه أغناني عمن سواه بإحسانه فما أُحب أن أبقى بعده فقلت