بالقريتين فإذا جارية تطلع في ثيابها وتنظر في حرها ثم تضربه بيدها وتقول ما أضيعني وأضيعك فأنشأ يقول .
( مررتُ بالقريتين مُنصرِفاً ... من حيث يقضي ذوو النُّهَى النُّسُكا ) .
( إذا فتاةٌ كأنها قمرٌ ... للِّتمّ لمّا توسَّط الفَلَكا ) .
( واضعةٌ كفَّها على حِرِها ... تقول يا ضَيْعتي وضَيْعَتكا ) قال فلما سمعت قوله ضحكت وغطت وجهها وقالت وافضيحتاه أوقد سمعت ما قلت .
حدثني محمد الصولي قال حدثني ميمون بن هارون قال كان الحسين بن الضحاك صديقا لأبي وكنت ألقاه معه كثيرا وكانت نفسه قد تتبعت شفيعا بعد انصرافه من مجلس المتوكل فأنشدنا لنفسه فيه .
( وأبيض في حُمْر الثياب كأنه .
إذا ما بدا نِسْريَنةٌ في شقائق ) .
( سقاني بكفَّيْه رحيقاً وسامَني ... فسُوقاً بعينيه ولستُ بِفاسق ) .
( وأُقسم لولا خشيةُ الله وحدَه ... ومن لا أُسمِّي كنتُ أوّل عاشِق ) .
( وإنّي لمعذورٌ على وَجَناته ... وإن وسَمَتْني شيبةٌ في المفَارق ) .
( ولا عِشْقَ لي أو يُحْدِثَ الدهرُ شِرّةً ... تعود بعادات الشباب المُفارِق ) .
( ولو كنتُ شكلاً للصِّبا لاتّبعتُه ... ولكن سنّي بالصِّبا غيرُ لائقِ ) .
حدثني الصولي قال حدثنا ميمون بن هارون قال