أخبرني عمي قال حدثني يعقوب بن نعيم وعبد الله بن أبي سعد قالا حدثنا محمد بن محمد الأنباري قال حدثني حسين بن الضحاك قال كنت عند عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع وهو مصطبح وخادم له يسقيه فقال لي يا أبا علي قد استحسنت سقي هذا الخادم فإن حضرك شيء في قصتنا هذه فقل فقلت .
( أحيَتْ صَبُوحي فكاهةُ اللاهي ... وطاب يومي بقرب أشباهي ) .
( فاستَثِر اللهوَ من مكامِنه ... من قبل يوم منغِّص ناهي ) .
( بابنةِ كَرْم من كفِّ مُنْتَطِقٍ ... مؤتَزِر بالمُجون تيّاه ) .
( يَسْقِيك من طَرْفه ومن يده ... سَقْيَ لطيفٍ مُجرِّب داهي ) .
( كأساً فكأساً كأن شاربَها ... حيرانُ بين الذَّكُور والساهي ) قال فاستحسنه عبد الله وغنى فيه لحنا مليحا وشربنا عليه بقية يومنا .
أخباره مع يسر .
أخبرني علي بن العباس قال حدثني سوادة بن الفيض عن أبيه قال اتفق حسين بن الضحاك ويسر مرة عند بعض إخوانهما وشربا وذلك في العشر الأواخر من شعبان فقال حسين ليسر يا سيدي قد هجم الصوم علينا فتفضل بمجلس نجتمع فيه قبل هجومه فوعده بذلك فقال له قد سكرت وأخشى أن يبدو لك فحلف له يسر أنه يفي فلما كان من الغد كتب إليه حسين وسأله الوفاء فجحد الوعد وأنكره فكتب إليه يقول .
( تجاسرتَ على الغدر ... كعاداتك في الهجر ) .
( فأخلفتَ وما استخلفتَ ... من إخوانك الزُّهْرِ ) .
( لئن خِسْتَ لَمَا ذلكَ ... من فعلك بالنُّكْر )