أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن يزيد المبرد وحدثني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال أخبرني محمد بن مروان عن محمد بن عمرو الرومي قال اجتمع حسين بن الضحاك وعمرو بن بانة يوما عند ابن شغوف الهاشمي فاحتبسهما عنده وكان لابن شغوف خادم حسن يقال له مقحم وكان عمرو ابن بانة يتعشقه ويسر ذلك من ابن شغوف فلما أكلوا وضع النبيذ قال عمرو ابن بانة للحسين قل في مقحم أبياتا أُغن فيها الساعة فقال الحسين .
صوت .
( وابأبي مُقْحمٌ لعزَّته ... قلتُ له إذ خلوتُ مُكْتَتِما ) .
( تحبّ بالله من يخصّك بالودّ ... فما قال لا ولا نَعَما ) وغنى فيه عمرو قال فبينا هم كذلك إذ جاء الحاجب فقال إسحاق لموصلي بالباب فقال له عمرو أعفنا من دخوله ولا تنغص علينا ببغضه وصلفه وثقله ففعل وخرج الحاجب فاعتل على إسحاق حتى انصرف وأقاموا يومهم وباتوا ليلتهم عند ابن شغوف فلما أصبحوا مضى الحسين بن الضحاك إلى إسحاق فحدثه الحديث بنصه فقال إسحاق .
( يابن شغوفٍ أمَا علمتَ بما ... قد صار في الناس كلَّهم عَلَما ) .
( دعوتَ عمراً فبات ليلتَه ... في كلّ ما يَشتهي كما زعما ) .
( حتى إذا ما الظلامُ ألبسه ... سَرَى دَبِيباً فضاجَع الخَدَما ) .
( ثَمّتَ لم يَرْضَ أن يُضاجِعهم ... سِرًّا ولكن أَبْدى الذي كتما ) .
( ثم تغنَّى لفرط صَبْوته ... صوتاً شفى من غَليله السَّقَما )