أخذ منه الشراب فانصرف وهو غضبان فكتب إليه إبراهيم يعتذر إليه ويسأله أن يجيئه فكتب إليه .
( نديمي غيرُ منسوب ... إلى شيء من الحَيْفِ ) .
( سقاني مثلَ ما يشرب ... فعلَ الضَّيفِ بالضيفِ ) .
( فلما دارت الكأسُ ... دعا بالنِّطْع والسيف ) .
( كذا من يشرب الخمر ... مع التِّنِّينِ في الصيف ) قال ولم يعد إلى منادمته مدة ثم إن إبراهيم تحمل عليه ووصله فعاد إلى منادمته .
حدثني عمي قال حدثني ميمون بن هارون قال حدثني حسين بن الضحاك قال كنت أنا وأبو نواس تربين نشأنا في مكان واحد وتأدبنا بالبصرة وكنا نحضر مجالس الأدباء متصاحبين ثم خرج قبلي عن البصرة وأقام مدة واتصل بي ما آل إليه أمره وبلغني إيثار السلطان وخاصته له فخرجت عن البصرة إلى بغداد ولقيت الناس ومدحتهم وأخذت جوائزهم وعددت في الشعراء وهذا كله في أيام الرشيد إلا أني لم أصل إليه واتصلت بابنه صالح فكنت في خدمته فغني يوما بهذا الصوت .
( أأن زُمّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... وصاح غرابُ البين أنت حزينُ ) فقال لي صالح قل أنت في هذا المعنى شيئا فقلت .
( أأن دَبَّ حُسَّادٌ وملّ حبيب ... وأورق عودُ الهجر أنت حبيبُ ) .
( لِيَبْلُغْ بنا هجرُ الحبيب مرامَه ... هلِ الحبُّ إلاّ عَبْرةٌ ونحيب )