( متأهبٍ لا يستفِزّ جَنانَه ... زَجِلُ الرُّعُود ولا معُ الإِبراق ) .
( لم يَبْق من متعرِّمين توثّبوا ... بالشأم غيرُ جماجمٍ أفْلاقِ ) .
( من بين مُنْجَدِل تمُجّ عروقُه ... عَلَقَ الأخادع أو أسير وَثَاقِ ) .
( وثَنى الخيولَ إلى معاقل قيصرٍ ... تختال بين أحزّةٍ ورِقاق ) .
( يحملن كلَّ مُشمِّر مُتَغَشِّمٍ ... ليثٍ هِزَبْرٍ أهْرَت الأشداق ) .
( حتى إذا أَمَّ الحصونَ مُنازِلاً ... والموتُ بين ترائبٍ وتَراق ) .
( هَرّت بطارقُها هريرَ قَسَاوِرٍ ... بُدِهَتْ بأَكْرَهِ منظَر ومَذَاق ) .
( ثم استكانت للحصار ملوكُها ... ذُلاًّ وناط حلوقَها بِخناق ) .
( هرَبتْ وأسلمتِ الصليبَ عشيّةً ... لم يَبْق غيرُ حُشَاشَة الأرْماق ) .
قال فأمر له المعتصم لكل بيت بألف درهم وقال له أنت تعلم يا حسين أن هذا أكثر ما مدحني به مادح في دولتنا فقبل الأرض بين يديه وشكره وحمل المال معه