أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي عن أبيه عن عمرو بن بانة أنهم كانوا عند صالح بن الرشيد فقال لست تطرح على جواري وغلماني ما أستجيده فقال له ويلك ما أبغضك ابعث إلى منزلي فجىء بالدفاتر واختر منها ما شئت حتى أُلقيه عليهم فبعث إلى منزلي فجيء إليه بدفاتر الغناء فأخذ منها دفترا ليتخير مما فيه فمر به شعر الحسين ابن الضحاك يرثي الأمين ويهجو المأمون وهو .
( أَطِلْ حَزَناً وابْكِ الإِمامَ محمداً ... بحزن وإن خِفتَ الحُسَامَ المهنّدا ) .
( فلا تَمّتِ الأشياءُ بعد محمد ... ولا زال شملُ الملك منها مُبَدَّدا ) .
( ولا فرِح المأمونُ بالملك بعده ... ولا زال في الدنيا طريداً مشرَّدا ) فقال لي صالح أنت تعلم أن المأمون يجيء إلي في كل ساعة فإذا قرأ هذا ما تراه يكون فاعلا ثم دعا بسكين فجعل يحكه وصعد المأمون من الدرجة ورمى صالح الدفتر فقال المأمون يا غلام الدفتر فأُتي به فنظر فيه ووقف على الحك فقال إن قلت لكم ما كنتم فيه تصدقوني قلنا نعم قال ينبغي أن يكون أخي قال لك ابعث فجىء بدفاترك ليتخير ما تطرح فوقف على هذا الشعر فكره أن أراه فأمر بحكه قلنا كذا كان فقال غنه يا عمرو فقلت يا أمير المؤمنين الشعر لحسين بن الضحاك والغناء لسعيد بن جابر فقال وما يكون غنه فغنيته فقال اردده فرددته ثلاث مرات فأمر لي بثلاثين ألف درهم وقال حتى تعلم أنه لم يضررك عندي .
قال وسعيد بن جابر الذي يقول فيه حسين بن الضحاك وكان نديمه وصديقه .
( يا سَعيد وأين منِّي سعيد ... ) .
مراثيه في الأمين .
ولحسين بن الضحاك في محمد الأمين مراث كثيرة جياد وكان كثير التحقق به والموالاة له لكثرة أفضاله عليه وميله إليه وتقديمه إياه وبلغ من جزعه عليه