الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان يقال له ابن الأزرق والهبرزي وكان عاملا لعبد الله بن الزبير على اليمن فأنكره ورأى منه جفوة فمضى إلى عمارة بن عمرو بن حزم وهو عامل لعبد الله بن الزبير على حضرموت فقال يمدحه ويعرض بابن الأزرق .
( يا ربِّ حيِّ بخير ما ... حيَّيْتَ إنساناً عمارَهْ ) .
( أعطى فأسْنانا ولم ... يك من عطيّته الصَّغَاره ) .
( ومن العطيّة ما تُرى ... جذْماءَ ليس لها نَزَاره ) .
( حجراً تقلِّبه وهل ... تُعْطِي على المدح الحجارة ) .
( كالبغل يُحمد قائماً ... وتَذُمّ مِشْيَته المُصَارَة ) ثم رجع من عند عمارة بن عمرو بن حزم فقدم فقال له حنين مولى ابن الأزرق في السر أرى أنك عجلت على ابن عمك وهو أجود الناس وأكرمهم فعد إليه فإنه غير تاركك واعلم أنا نخاف أن يكون قد عزل فلازمه ولا يفقدك فإني أخاف أن ينساك ففعل وأعطاه وأرضاه فقال في ذلك .
( يا حُنّ إنِّي لِمَا حدّثتني أُصُلاً ... مُرَنَّح من صميم الوجد معمودُ ) .
( نخاف عزلَ امرىء كنّا نعيش به ... معروفُه إن طلبنا الجودَ موجودُ ) .
( اِعلم بأنّي لمن عاديتَ مُضْطَغِنٌ ... ضَبًّا وأنَّي عليك اليوم محسود ) .
( وأنَّ شكَرك عندي لا انقضاءَ له ... ما دام بالهَضْب من لُبْنان جُلْمود )