قوله وجعلتنا أُحدوثة أبدا قال يا أمير المؤمنين إنه قال قصيدة أخرى تناشدها أهل مكة وسارت حتى بلغتني وأوجعتني وحملتني على ما أشرت به فيه قال وما هي قال قال .
( أَلاَ لا تَقُلْ مهلاً فقد ذهب المَهْلُ ... وما كلّ من يَلْحَى محبَّا له عقل ) .
( لقد كان في حوليْن حالاً ولم أزُرْ ... هواي وإن خُوِّفتُ عن حبها شغل ) .
( حمَى الملكُ الجبّار عنّي لقاءها ... فمن دونها تُخْشَى المتالِفُ والقتل ) .
( فلا خيرَ في حبٍّ يُخاف وبالُه ... ولا في حبيبٍ لا يكون له وصل ) .
( فواكَبِدي إنّي شُهِرتُ بحبّها ... ولم يك فيما بيننا ساعةً بَذْلُ ) .
( ويا عجباً إني أُكاتم حبِّها ... وقد شاع حتى قُطّعت دونها السُّبْلُ ) .
قال فقال معاوية قد والله رفهت عني فما كنت آمن أنه قد وصل إليها فأما الآن وهو يشكو أنه لم يكن بينهما وصل ولا بذل فالخطب فيه يسير قم عني فقام يزيد فانصرف وحجّ معاوية في تلك السنة فلما انقضت أيام الحج كتب أسماء وجوه قريش وأشرافهم وشعرائهم وكتب فيهم اسم أبي دهبل ثم دعا بهم ففرق في جميعهم صلات سنية وأجازهم جوائز كثيرة فلما قبض أبو دهبل جائزته وقام لينصرف دعا به معاوية فرجع إليه فقال له يا أبا دهبل مالي رأيت أبا خالد يزيد ابن أمير المؤمنين عليك ساخطا في قوارص تأتيه عنك وشعر لا تزال قد نطقت به وأنفذته إلى خصمائنا وموالينا لا تعرض لأبي خالد فجعل يعتذر إليه ويحلف له أنه مكذوب عليه فقال له معاوية لا بأس عليك وما يضرك ذلك عندنا هل