وهي قصيدة طويلة فأمر له بمائة ناقة من نعم كلب وأن توقر له برا وزبيبا وكساه وأجزل صلته .
قال ووفد إلى هشام لما ولي الخلافة فلما رآه قال له يا ماص ما أبقت المواسي من بظر أمه ألست القائل .
( هشامٌ والوليدُ وكلُّ نفسٍ ... تريد لك الفناءَ لك الفِداء ) أخرجوه عني والله لا يرزؤني شيئا أبدا وحرمه ولم يزل طول أيامه طريدا حتى ولي الوليد بن يزيد فوفد إليه ومدحه مدائح كثيرة فأجزل صلته .
حدثني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني عبيد الله بن محمد الكوفي عن العمري الخصاف عن الهيثم بن عدي عن حماد الراوية أنه أنشده لنابغة بني شيبان .
( أيها الساقي سقتْكَ مُزْنَةٌ ... من رَبِيعٍ ذي أهاضيبَ وطَشّ ) .
( اِمدح الكأس ومن أعملها ... واهْجُ قوما قتلونا بالعطش ) .
( إنما الكأسُ ربيعٌ باكرٌ ... فإذا ما غاب عنّا لم نَعِشْ ) .
( وكأنّ الشَّرْبَ قوم مُوِّتوا ... من يَقُمْ منهم لأمر يَرْتَعِش ) .
( خُرُس الألسُن ممّا نالهم ... بين مصروع وصاحٍ منتعش ) .
( من حُمَيّا قَرْقَفٍ حُصِّيَّةٍ ... قهوةٍ حَوْليّةٍ لم تُمْتَحَشْ )