الغناء لابن الهربذ رمل بالوسطى عن عمرو قال فكاد الرشيد يرقص واستخفه الطرب حتى ضرب بيديه ورجليه ثم أمر له بعشرة آلاف درهم فقال له يا أمير المؤمنين إن لهذا الصوت حديثا فإن أذن مولاي حدثته به فقال حدث ... قال كنت مملوكا لرجل من ولد الزبير فدفع إلي درهمين أبتاع له بهما لحما فرحت فلقيت جارية على رأسها جرة مملوءة من ماء العقيق وهي تغني هذا اللحن في شعر غير هذا الشعر على وزنه ورويّه فسألتها أن تعلمنيه فقالت لا وحق القبر إلا بدرهمين فدفعت إليها الدرهمين وعلمتنيه فرجعت إلى مولاي بغير لحم فضربني ضربا مبرحا شغلت معه بنفسي فأنسيت الصوت ثم دفع إلي درهمين آخرين بعد أيام أبتاع له بهما لحما فلقيتني الجارية فسألتها أن تعيد الصوت علي فقالت لا والله إلا بدرهمين فدفعتهما إليها وأعادته علي مرارا حتى أخذته .
فلما رجعت إلى مولاي أيضا ولا لحم معي قال ما القصة في هذين الدرهمين فصدقته القصة وأعدت عليه الصوت فقبل بين عيني وأعتقني فرحلت اليك بهذا الصوت وقد جعلت ذلك اللحن في هذا الشعر فقال دع الأول وتناسه وأقم على الغناء بهذا اللحن في هذا الشعر فأما مولاك فسأدفع إليه بدل كل درهم ألف دينار ثم أمر له بذلك فحمل إليه .
ومما نسب إلى الوليد بن يزيد من الشعر وليس له .
صوت .
من المائة المختارة .
( اِمدَح الكأسَ ومن أعْمَلها ... واهْجُ قوماً قتلونا بالعطشْ ) .
( إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ ... فإذا ما غاب عنّا لم نَعِشْ )