فهو كأنه ثمل حتى وقف بأصل الكثيب وثنى رجله على قربوس سرجه ثم نادى يا صاحب الصوت أيسهل عليك أن ترد شيئا مما سمعته قال نعم ونعمة عين فأيها تريد قال تعيد علي .
( ألاَ يا غُرَابَ البَيْنِ مالكَ كلما ... نَعَبْتَ بِفقْدانٍ عليَّ تَحُومُ ) .
( أبِالبين من عَفْرَاءَ أنت مُخَبِّري ... عَدِمْتُك مِنْ طيرٍ فأنت مَشُومُ ) .
قال والغناء لابن سريج فأعاده ثم قال ابن سريج ازدد إن شئت فقال غني .
( أمَسْلَم إنِّي يابنَ كلّ خَلِيفَةٍ ... ويا فارسَ الهَيْجَا ويا قَمَر الأرضِ ) .
( شكرتُك إنّ الشكر حَبْلٌ من التُّقَى ... وما كلُّ مَنْ أَقْرَضْتَه نعمةً يَقْضِي ) .
( ونَوَّهْتَ لي باسْمي وما كان خاملاً ... ولكنّ بعضَ الذكر أَنْبَهُ من بعضِ ) .
فغناه فقال له الثالث ولا أستزيدك فقال قل ما شئت فقال تغنيني .
( يا دارُ أَقْوَتْ بالجِزعِ فالكَثَبِ ... بين مَسِيلِ العُذَيْبِ فالرُّحَبِ ) .
( لم تَتَقَنَّعْ بَفْضلِ مِئْزَرِها ... دَعْدُ ولم تُسْقَ دَعْدٌ في العُلَبِ )