لما ظهرت المسودة بخراسان كتب نصر بن سيار إلى الوليد يستمده فتشاغل عنه فكتب إليه كتابا وكتب في أسفله يقول .
( أرى خَلَلَ الرَّماد وَمِيضَ جمرٍ ... وأَحْرِ بأن يكون له ضِرامُ ) .
( فإن النار بالعودين تُذْكَى ... وإنّ الحرب مبدؤها الكلام ) .
( فقلتُ من التعجّب ليت شعري ... أأيقاظٌ أُميّةُ أم نِيامُ ) .
فكتب إليه الوليد قد أقطعتك خراسان فاعمل لنفسك أو دع فإني مشغول عنك بابن سريج ومعبد والغريض .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد عن ابن الصباح عن ابن الكلبي عن حماد الراوية قال دخلت يوما على الوليد وكان آخر يوم لقيته فيه فاستنشدني فأنشدته كل ضرب من شعر أهل الجاهلية والإسلام فما هشّ لشيء منه حتى أخذت في السخف فأنشدته لعمار ذي كناز مجنبذا .
( أشتهي مِنْكِ منك منك ... مكاناً مُجَنْبذا ) .
( فأَجَا فيه فيه فيه ... بأيْر كمثل ذا ) .
( ليت أَيْري وحِرَك يوماً ... جميعاً تجابَذَا )