بعث الوليد بن يزيد إلى شراعة بن الزندبوذ فلما قدم عليه قال يا شراعة إني لم أستحضرك لأسألك عن العلم ولا لأستفتيك في الفقه ولا لتحدثني ولا لتقرئني القرآن قال لو سألتني عن هذا لوجدتني فيه حمارا قال فكيف علمك بالفتوّة قال ابن بجدتها وعلى الخبير بها سقطت فسل عما شئت .
قال فكيف علمك بالأشربة قال ليسألني أمير المؤمنين عما أحب قال ما قولك في الماء قال هو الحياة ويشركني فيه الحمار قال فاللبن قال ما رأيته قط إلا ذكرت أمي فاستحيت قال فالخمر قال تلك السارة البارة وشراب أهل الجنة قال لله درك فأي شيء أحسن ما يشرب عليه قال عجبت لمن قدر أن يشرب على وجه السماء في كن من الحر والقر كيف يختار عليها شيئا .
قصة الوليد والمصحف .
قال وأخبرنا عمرو عن أبيه عن يحيى بن سليم قال دعا الوليد بن يزيد ذات ليلة يمصحف فلما فتحه وافق ورقة فيها ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ) فقال أسجعا سجعا علقوه ثم أخذ القوس والنبل فرماه حتى مزقه ثم قال