عبد الله إن الله لم يجعل قبر أبيك معاذا للظالمين فخذه برد ما في يده من مال الله فقال صدقت وأخذهما فبعث بهما إلى يوسف بن عمر وكتب إليه أن يبسط عليهما العذاب حتى يتلفا ففعل ذلك بهما وماتا جميعا في العذاب بعد أن أُقيم إبراهيم بن هشام للناس حتى اقتضوا منه المظالم .
وقال عمر بن شبّة في خبره إنه لما نعي له هشام قال والله لأتلقين هذه النعمة بسكرة قبل الظهر ثم أنشأ يقول .
( طاب يومي ولذَّ شربُ السُّلافه ... إذ أتاني نَعِيُّ من بالرُّصَافَهْ ) .
( وأتانا البرِيدُ ينعَى هشاماً ... وأتانا بخاتم للخلافة ) .
( فاْصطبحنا من خمر عانَةَ صِرْفاً ... ولَهَوْنا بقَيْنةٍ عَزّافه ) .
ثم حلف ألا يبرح موضعه حتى يُغنى في هذا الشعر ويشرب عليه فغني له فيه وشرب وسكر ثم دخل فبويع له بالخلافة .
قال وسمع صياحا فسأل عنه فقيل له هذا من دار هشام يبكيه بناته فقال .
( إني سمعتُ بليلٍ ... وَرَا المُصلَّى برَنَّهْ ) .
( إذا بناتُ هشامٍ ... يندُبْنَ والِدَهُنّهْ ) .
( يندُبْنَ قَرْماً جَليلاً ... قد كان يَعْضُدُهنّهُ ) .
( أنا المخنَّث حقَّاً ... إن لم أنِيكنَّهُنَّهْ )