هل تحفظ شيئا من شعره فقال نعم شعر أبي ذؤيب فقلت أنشدني فابتدأ هذه القصيدة العينية فقلت له أنت بغيتي ثم أوصلته إلى المنصور فاستنشده إياها فلما قال .
( والدهرُ ليس بمُعتِب مَنْ يَجْزَعُ ... ) .
قال صدق والله فأنشدني هذا البيت مائة مرة ليتردد هذا المصراع علي فأنشده ثم مر فيها فلما انتهى إلى قوله .
( والدهر لا يَبْقى على حَدَثانه ... جَوْنُ السَّراة له جدائدٌ أربعُ ) .
قال سلا أبو ذؤيب عند هذا القول ثم أمر الشيخ بالإنصراف فاتبعته فقلت له أأمر لك أمير المؤمنين بشيء فأراني صرة في يده فيها مائة درهم .
الخيانة مشتركة .
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا الرياشي قال حدثنا الأصمعي قال كان أبو ذؤيب الهذلي يهوى امرأة يقال لها أم عمرو وكان يرسل إليها خالد بن زهير فخانه فيها وكذلك كان أبو ذؤيب فعل برجل يقال له عويم بن مالك بن عويمر وكان رسوله إليها .
فلما علم أبو ذؤيب بما فعل خالد صرمها فأرسلت تترضاه فلم يفعل وقال فيها .
( تُريدين كيما تجمعيني وخالداً ... وهل يُجَمع السيفانِ وَيْحِك في غِمْد ) .
( أخالدُ ما راعيتَ مِنِّي قرابةً ... فتحفَظَني بالغيب أوْ بعض ما تُبدي ) .
( دعاكَ إليها مُقْلتاها وجيدُها ... فمِلتَ كما مال المُحبّ على عَمْد )