ويروى هل من دواء لمشغوف بجارية .
( يا قوم أُذْني لبعض الحيّ عاشقةٌ ... والأذْن تعشق قبل العين أحيانا ) .
غنى إبراهيم في هذه الأبيات ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق .
وفيها لسياط ثقيل أول بالوسطى عن عمرو وفيها لإسحاق هزج من جامع أغانيه قال فأبلغها الغلام الأبيات فهشت لها وكانت تزوره مع نسوة يصحبنها فيأكلن عنده ويشربن وينصرفن بعد أن يحدثها وينشدها ولا تطمعه في نفسها قال وقال فيها .
( قالت عُقَيل بنُ كعب إذ تعلّقها ... قلبي فأضحَى به من حبّها أثر ) .
( أنَّى ولم ترها تَهذِي فقلتُ لهم ... إن الفؤادَ يَرَى ما لا يرى البصر ) .
( أصبحتُ كالحائم الحَرّان مُجتَنباً ... لم يَقضِ ورْدا ولا يُرجَى له صَدَر ) .
قال وقال فيها أيضا وهو من جيد ما قال فيها .
( يُزَهَّدني في حبّ عبدةَ معشرٌ ... قلوبُهُمُ فيها مخالفةٌ قلبي ) .
( فقلتُ دَعُوا قلبي وما اختار وارتضَى ... فبالقلب لا بالعين يُبصِر ذو الحبّ ) .
( فما تُبصر العينان في موضع الهوى ... ولا تسمع الأذْنان إِلاّ من القلب ) .
( وما الحسْنُ إلا كلّ حُسْنٍ دعا الصِّبَا ... وألّف بين العشق والعاشقِ الصبّ ) .
قال وقال فيها .
( يا قلبُ مالي أراك لا تَقِرُ ... إياكَ أَعْنِي وعندك الخبرُ ) .
( أَضِعْتَ بين الأُلى مَضَوْا حُرَقاً ... أم ضاع ما استودعوك إذ بَكَروا ) .
( فقال بعضُ الحديث يَشْغَفُني ... والقلبُ راءٍ ما لا يَرى البصر )