فأناخ ابن جعفر راحلته وقال لعزة غنيني فغنته ثم قال لإبن سريج غنني يا أبا يحيى فغناه لحنه في شعر النميري .
( تَضَوّع مسكاً بطنُ نَعْمان أن مشتْ ... ) .
فأمر براحلته فنحرت وشق حلته فألقى نصفها على عزة والنصف الآخر على ابن سريج فباع ابن سريج النصف الذي صار إليه بمائة وخمسين دينارا .
وكانت عزة إذا جلست في يوم زينة أو مباهاة ألقت النصف الآخر عليها تتجمل به .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني الحسن بن علي بن منصور قال أخبرني أبو عتاب عن إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي أن سعيد بن المسيب مر في بعض أزقة مكة فسمع الأخضر الحربي يتغنى في دار العاص بن وائل .
( تَضوّع مسكاً بطنُ نعمانَ إذ مشت ... به زينبٌ في نسوة خَفِراتِ ) .
فضرب برجله وقال هذا والله مما يلذ استماعه ثم قال .
( وليست كأخرى أوسعت جيبَ دِرْعِها ... وأبدت بنانَ الكفّ للجَمَراتِ )