صانعه فأخبر به ثم غنى الصوت فخجل يحيى حتى أمسك عنه ثم غنى بعد ساعة في الثقيل الأول واللحن .
صوت .
( إنّ الخَليطَ أَجَدّ فاحَتَمَلا ... واراد غيظَك بالذي فعلا ) .
( فظلِلْتَ تأمُل قربَ أَوْبَتهم ... والنفسُ مما تأمُل الأملا ) .
فسئل عنه فنسبه إلى الغريض فقال له إسحاق يا أبا عثمان ليس هذا من نمط الغريض ولا طريقته في الغناء ولو شئت لأخذت ما لك وتركت للغريض ما له ولم تتعب .
ُفاستحيا يحيى ولم ينتفع بنفسه بقية يومه فلما انصرف بعث إلى إسحاق بألطاف كثيرة وبرواسع وكتب إليه يعاتبه ويستكف شره ويقول له لست من أقرانك فتضادني ولا أنا ممن يتصدى لمباغضتك ومباراتك فتكايدني ولأنت إلى أن أفيدك وأعطيك ما تعلم أنك لا تجده عند غيري فتسمو به على أكفائك أحوج منك إلى أن تباغضني فأعطي غيرك سلاحا إذا حمله عليك لم تقم له وأنت أولى وما تختار .
فعرف إسحاق صدق يحيى فكتب إليه يعتذر ورد الألطاف التي حملها إليه وحلف لا يعارضه بعدها وشرط عليه الوفاء بما وعده به من الفوائد فوفى له بها وأخذ منه كل ما أراد من غناء المتقدمين .
وكان إذا حز به مر في شيء منها فزع إليه فأفاده وعاونه ونصحه وما عاود إسحاق معارضته بعد ذلك .
وحذره يحيى فكان إذا سئل بحضرته عن شيء صدق فيه وإذا غاب إسحاق خلط فيما يسأل عنه قال وكان يحيى إذا صار إليه إسحاق يطلب منه شيئا أعطاه إياه وأفاده وناصحه ويقول لإبنه أحمد تعال حتى تأخذ مع أبي محمد ما الله يعلم أني كنت أبخل به عليك فضلا عن غيرك فيأخذه أحمد عن أبيه مع