فقالت الجارية أتعرف قائل هذا الشعر قلت نعم ذاك نصيب قالت أفتعرف زينب هذه قلت لا قالت فأنا والله زينبه وهو اليوم الذي وعدني فيه الزيارة ولعلك لا ترحل حتى تراه .
فوقفت ساعة فإذا أنا براكب قد طلع فجاء حتى أناخ قريبا منها ثم نزل فسلم عليها وسلمت عليه فقلت عاشقان التقيا ولا بد أن يكون لهما حاجة فقمت إلى راحلتي فشددت عليها فقال على رسلك أنا معك فلبث ساعة ثم رحل ورحلت معه فقال لي كأنك قلت في نفسك كذا وكذا قلت قد كان ذاك فقال لا ورب الكعبة البنية المستورة ما جلست معها مجلسا قط هو أقرب من هذا .
حدثني الحسن بن علي قال حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدثني حماد بن إسحاق قال قال لي أبو ربيعة لو لم تكن هذه القصيدة .
( بزينبَ المم قبل أن يرحل الركبُ ... ) لنصيب شعر من كانت تشبه فقلت شعر إمرئ القيس لأنها جزلة الكلام جيدة قال سبحان الله قلت ما شأنك فقال سألت أباك عن هذا فقال لي مثل ما قلت فعجبت من اتفاقكما .
قال هارون وحدثني حماد عن أبيه عن عثمان بن حفص الثقفي عن رجل سماه قال أتاني منقذ الهلالي ليلة وضرب علي الباب فقلت من هذا فقال منقذ الهلالي فخرجت فزعا فقلت فيم السرى أي ما جاء بك تسري إلي ليلا في هذه الساعة قال خير أتاني أهلي بدجاجة مشوية بين رغيفين فتغذيت بها معهم ثم أتيت بقنينة نبيذ قد ألتقى طرفاها فشربت وذكرت قول نصيب .
( بزينب ألمِمْ قبل أن يَرحلَ الرّكبُ ... ) .
فأنشدتها فأطربتني وفكرت في إنسان يفهم حسن ذلك ويعرف فضله فلم أجد