قال خلف كنت آخذ من حماد الراوية الصحيح من أشعار العرب وأعطيه المنحول فيقبل ذلك مني ويدخله في أشعارها وكان فيه حمق .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدثني العمري عن الهيثم بن عدي قال حدثني المسور الغنزي وكان من رواة العرب وكان أسن من سماك بن حرب عن حماد قال دخلت على زياد فقال لي أنشدني فقلت من شعر من أيها الأمير قال من شعر الأعشى فأنشدته .
( بكّرتْ سُميّةُ غُدْوةً أجمالُها ... ) .
قال فما أتمتت القصيدة حتى تبينت الغضب في وجهه وقال الحاجب للناس ارتفعوا فقاموا ثم لم أعد والله إليه .
قال حماد فكنت بعد ذلك إذا استنشدني خليفة أو أمير تنبهت قبل أن أنشده لئلا يكون في القصيدة اسم أم له أو ابنة أو أخت أو زوجة .
الوليد يسأله سبب تسميته بالراوية .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا أحمد بن الحارث الخراز عن المدائني قال قال الوليد بن يزيد لحماد الراوية لم سميت الراوية وما بلغ من حفظك حتى استحققت هذا الإسم فقال له يا أمير المؤمنين إن كلام العرب يجري على ثمانية وعشرين حرفا أنا أنشدك على كل حرف منها مائة قصيدة فقال إن هذا لحفظ هات فاندفع ينشد حتى مل الوليد ثم استخلف على الإستماع منه خليفة حتى وفاه ما قال فأحسن الوليد صلته وصرفه .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الحسين بن محمد بن أبي طالب الديناري قال حدثني إسحاق الموصلي قال