فقالت إنه لوقاح صنع بلسانه ولئن سلمت له لأردن من شأوه ولأثنين من عنانه ولأعرفنه نفسه فلما بلغت إلى قوله .
( قُلتُ من أنتُمُ فصدَّتْ وقالتْ ... أمُبِدٌّ سُؤالك العالِمَينا ) .
فقالت إنه لسأل ملح قبحا له ولقد أجابته إن وفت فلما بلغت إلى قوله .
( نحن من ساكني العراقِ وكنّا ... قلبَه قاطنين مكةَ حِيِنا ) .
قالت غمزته الجهمة فلما بلغت إلى قوله .
( قد صَدقْناك إذ سألتَ فمن أنتَ ... عسى أن يَجُرَّ شأنٌ شُؤونا ) .
قالت رمته الورهاء بآخر ما عندها في مقام واحد وهجرت عمر .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي مصعب أن رملة بنت عبد الله بن خلف حجت فتعرض لها عمر بن أبي ربيعة فقال فيها .
( أصبح القلب في الحبال رهينا ... مُقصَداً يوم فارق الظاعنينا ) .
وقال في هذه القصيدة .
( فرأتْ حِرْصِيَ الفتاةُ فقالتْ ... خَبِّريهِ من أجْلِ من تَكْتُمِينا ) .
( نحن من ساكني العراق وكنّا ... قلبه قاطنين مكة حينا )