( نُبِّئتُ حَجّاجَ بن يوسف ... خَرّ مِن زَلَقٍ فَتَبّا ) .
( فانهضْ فُدِيتَ لعلّه ... يجلو بك الرحمنُ كَرْبا ) .
( وابعث عطيّةَ في الخيول ... يَكُبّهنّ عليه كَبّا ) .
كلا يا عدو الله بل عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي خر من زلق فتب وحار وانكب وما لقي ما أحب ورفع بها صوته واربد وجهه واهتز منكباه فلم يبق أحد في المجلس إلا أهمته نفسه وارتعدت فرائصه .
فقال له الأعشى بل أنا القائل أيها الأمير .
( أبى اللَّهُ إلا أن يتم نورَه ... ويُطفىء نارَ الفاسقين فتخمُدَا ) .
( ويُنزل ذُلاًّ بالعراق وأهلِه ... كما نقضوا العهدَ الوَثيق المؤكّدا ) .
( وما لبث الحجاجُ أن سَلّ سيفَه ... علينا فولَّى جمعُنا وتبدّدا ) .
( وما زاحَف الحجاجُ إلا رأيتَه ... حُساماً مُلَقّىً للحروب مُعَوَّدا ) .
( فكيف رأيتَ اللَّه فرّق جمعَهم ... ومزَّقهم عُرْضَ البلاد وشَرّدا ) .
( بما نكَثوا من بَيْعة بعد بيعة ... إذا ضَمِنوها اليوم خَاسُوا بها غدا ) .
( وما أحدثوا من بِدعة وعَظيمة ... من القوم لم تصعَدْ إلى الله مَصْعَدا ) .
( ولمّا دَلَفْنَا لإبن يوسف ضِلّة ... وأبرق منا العارضان وأرعدا ) .
( قطعنا إليه الخندقين وإنما ) .
( قطعنا وأفضينا إلى الموت مُرْصِدا ) ... ( فصادَمَنا الحجاجُ دون صفوفنا ... كِفاحاً ولم يضرب لذلك موعدا )