( غِرّاً أتيح له من حَيْنه عرض ... فما تلبَّث حتى مات كالصَّعِق ) .
( ثُمَّتَ أضحى ضُحَّى من غبِّ ثالثة ... مقنَّعا غيرَ ذي رُوح ولا رَمَق ) .
( يُبكَى عليه وأَدْنَوْه لمُظْلِمة ... تُعْلَى جوانبُها بالتُّرب والفِلَقِ ) .
( فما تزوّد ممّا كان يَجْمعه ... إلاّ حَنُوطاً وما واراه من خِرَق ) .
( وغيرَ نفحةِ أعوادٍ تُشَبّ له ... وقَلّ ذلك من زادٍ لمُطلَّق ) .
قال فبكى عمر حتى أخضل لحيته .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الحسين بن محمد بن أبي طالب الديناري قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن الهيثم بن عدي عن حماد الراوية قال سأل أعشى همدان شجرة بن سليمان العبسي حاجة فرده عنها فقال يهجوه .
( لقد كنتَ خيّاطاً فأصبحتَ فارساً ... تُعَدّ إذا عُدّ الفوارس من مُضَرْ ) .
( فإن كنتَ قد أنكرتَ هذا فقُلْ كذا ... وبيِّن لي الجُرحَ الذي كان قد دَثَر ) .
( وإصبعُكَ الوسطَى عليه شَهيدةٌ ... وما ذاك إلا وَخزُها الثوبَ بالإِبر ) .
قال وكان يقال إن شجرة كان خياطا وقد كان ولى للحجاج بعض أعمال السواد .
فلما قدم على الحجاج قال له يا شجرة أرني إصبعك أنظر إليها قال أصلح الله الأمير وما تصنع بها قال أنظر إلى صفة الأعشى فخجل شجرة .
فقال الحجاج لحاجبه مر المعطي أن يعطي الأعشى من عطاء شجرة كذا