( وما كنتُ ممن ألجأَتْه خَصَاصةٌ ... إلَيك ولا ممن تَغُرّ المواعدُ ) .
( ولكنّها الأطماعُ وهي مُذِلّةٌ ... دنتْ بي وأنت النازح المتباعد ) .
( أتَحْبِسُني في غير شيء وتارةً ... تلاحظني شَزْراً وأنفُك عاقِد ) .
( فإنك لا كابْنَيْ فزارة فاعْلَمْن ... خُلِقْتَ ولم يُشبِههما لك والد ) .
( ولا مُدْرِكٌ ما قد خلا من نَدَاهما ... أبوكَ ولا حوضَيْهما أنت وارد ) .
( وإنك لو ساميتَ آلَ عُطَارد ... لَبذّتْك أعناقٌ لهم وسواعد ) .
( ومَأثُرةٌ عاديّةٌ لن تنالَها ... وبيتٌ رفيع لم تَخُنْه القواعد ) .
( وهل أنت إلا ثعلبٌ في ديارهم ... تُشَلُّ فَتَعْساً أو يقودُك قائد ) .
( أَرَى خالداً يختال مشياً كأنه ... من الكبرياء نَهْشَلٌ أو عُطَارِدُ ) .
( وما كان يَرْبُوع شبيهاً لدارِم ... وما عَدَلَتْ شمسَ النهار الفَرَاقد ) .
قالوا ولما خرج ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف حشد معه أهل الكوفة فلم يبق من وجوههم وقرائهم أحد له بناهة إلا خرج معه لثقل وطأة الحجاج عليهم .
فكان عامر الشعبي وأعشى همدان ممن خرج معه وخرج أحد النصبي أبو أسامة الهمداني المغني مع الأعشى لألفته إياه وجعل الأعشى يقول الشعر في ابن الأشعث يمدحه ولا يزال يحرض أهل الكوفة بأشعاره على القتال وكان مما قاله في ابن الأشعث يمدحه .
( يأبَى الإِله وعزةُ ابن محمد ... وجدودُ مَلْك قبلَ آل ثَمودِ ) .
( أن تأنسوا بمذمَّمين عروقُهم ... في الناس إنْ نُسبوا عروقُ عَبيد ) .
( كم من أبٍ لك كان يعقِد تاجَه ... بجبين أبلج مِقْوَلِ صِنْديد ) .
( وإذا سألتَ المجدُ أين محلّه ... فالمجدُ بين محمد وسعيد )