جارية فأعجب بها قثم وتمناها فلما يمكنه ثمنها .
فلما ولي قثم اليمامة اشترى الجارية إنسان يقال له صالح .
قال داود بن سلم فكتبت إلى قثم .
( يا صاحب العِيِس ثم راكبَها ... أبلغْ إذا ما لقيتَه قُثَمَا ) .
( أنّ الغزال الذي أجاز بنا ... مُعارِضاً إذ توسَّط الحَرَما ) .
( حَوّله صالحٌ فصار مع اْلإنْسِ ... وخَلّى الوحوش والسَّلمَا ) .
قال فأرسل قثم في طلب الجارية ليشتريها فوجدها قد ماتت .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الله بن محمد بن موسى بن طلحة قال حدثني زهير بن حسن مولى آل الربيع بن يونس أن داود بن سلم خرج إلى حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فلما نزل به حط غلمانه متاع داود وحلوا عن راحلته فلما دخل عليه أنشأ يقول .
( ولمّا دَفَعْتُ لأبوابهم ... ولاقيتُ حَرْباً لَقِيتُ النجاحا ) .
( وجدناه يَحْمده المُجْتُدون ... ويأبى على العسر إلا سَمَاحا ) .
( ويُغْشَوْن حتى يُرَى كلبُهم ... يَهَابُ الهَرِير ويَنْسى النُّبَاحا ) .
قال فأجازه بجائزة عظيمة ثم استأذنه في الخروج فأذن له وأعطاه ألف دينار فلم يعنه أحد من غلمانه ولم يقوموا إليه فظن أن حربا ساخط عليه فرجع إليه فأخبره بما رأى من غلمانه فقال له سلهم لم فعلوا بك ذلك .
قال فسألهم فقالوا إننا ننزل من جاءنا ولا نرحل من خرج عنا .
قال فسمع الغاضري حديثه فأتاه فحدثه فقال أنا يهودي إن لم يكن الذي قال الغلمان أحسن من شعرك