تعرفون أين توجهت ومضيت وطفت ما بدا لي ثم عدت وقد حمي النهار فوقفت في الشارع المعروف بالمخرم في فناء ثخين الظل وجناح رحب على الطريق لأستريح .
فلم ألبث أن جاء خادم يقود حمارا فارها عليه جارية راكبة تحتها منديل دبيقي وعليها من اللباس الفاخر ما لا غاية بعده ورأيت لها قواما حسنا وطرفا فاترا وشمائل حسنة فخرصت عليها أنها مغنية فدخلت الدار التي كنت واقفا عليها .
ثم لم ألبث أن جاء رجلان شابان جميلان فاستأذنا فأذن لهما فنزلا ونزلت معهما ودخلت فظنا أن صاحب الدار دعاني وظن صاحب الدار أني معهما فجلسنا وأتي بالطعام فأكلنا وبالشراب فوضع وخرجت الجارية وفي يدها عود فغنت وشربنا وقمت قومة وسأل صاحب المنزل الرجلين عني فأخبراه أنهما لا يعرفاني فقال هذا طفيلي ولكنه ظريف فأجملوا عشرته .
وجئت فجلست وغنت الجارية في لحن لي .
( ذكَرتُكِ أن مرَّتْ بنا أُمُّ شادِنٍ ... أمامَ المطايا تَشرئِبُّ وتَسْنَحُ )