وغنيته الرشيد فقال لي أتحب أن أوزجكها فقلت نعم والله يا سيدي قال فاخطبها والمهر علي وما يصلحها فخطبتها فأبى أهلها أن يخرجوها من بلدهم .
لحن إسحاق في هذين البيتين ثقيل أول .
وفيه لعلويه خفيف رمل .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني حماد بن إسحاق قال .
قال لي أبي ما اغتممت بشيء قط مثل ما اغتممت بصوت مليح صنعته في هذا الشعر .
صوت .
( كان لي قلبٌ أعيشُ به ... فاكتَوَى بالنارِ فاحتَرَقَا ) .
( أنا لم أُرْزَقْ مَحَبّتها ... إنما للعبد ما رُزِقَا ) .
( مَنْ يكن ما ذاقَ طعمَ رَدًى ... ذاقه لا شكَّ إن عَشِقَا ) .
فإني صنعت فيه لحنا وجعلت أردده في جناح لي سحرا فأظن أن إنسانا من العامة مر بي فسمعه فأخذه فبكرت من غد إلى المعتصم لأغنيه فإذا أنا بسواط يسوط الناطف وهو يغني اللحن بعينه إلا أنه غناء فاسد .
فعجبت وقلت ترى من أين لهذا السواط هذا الصوت ولعلي إذ غنيته أن يكون قد مر بي هذا فسمعني أغنيه وبقيت متحيرا ثم قلت يا فتى ممن سمعت هذا الصوت فلم يجبني والتفت إلى شريكه وقال هذا يسألني ممن سمعته هذا غنائي والله لو سمعه إسحاق الموصلي لخرئ في سراويله فبادرت والله هاربا خوف أن يمر بي إنسان فيسمع ما جرى علي فأفتضح وما علم الله أني نطقت بذلك الصوت بعدها