بخبرها فقال لا تعرفوها من أنا فيخرجها التصنع لي والتحفظ مني عن طبعها ولكن دعوها وهواها حتى ننتفع بها وخرجت وهي لا تعرفه وجلست كما كانت أولا وابتدأت وغنت والصنعة لفليح بن أبي العوراء ولحنه رمل .
هكذا أخبرنا إسحاق أن الغناء لفليح .
صوت .
( إنّي تَعلَّقْتُ ظبياً شادناً خَرِقاً ... عُلِّقتُه شِقوةً منّي وما عَلِقَا ) .
قال فطرب إسحاق وشرب حتى والى بين خمسة أقداح من نبيذ شديد كان بين يديه وهو يستعيدها فأخذ إسحاق دواة وكتب .
( سأشرب ما دامت تغنِّي ملاحظُ ... وإن كان لي في الشَّيْب عن ذاك واعِظُ ) .
( ملاحظُ غنِّينا بعيشك وليكن ... عليك لما استحفظتُه منك حافظ ) .
( فأُقسم ما غنَّى عِناءَك مُحْسِنٌ ... مُجِيدٌ ولم يَلْفِظ كلَفْظك لافظ ) .
( وفي بعض هذا القولِ منّي مَساءةٌ ... وغيظٌ شديد للمغنِّين غائظ ) .
إسحاق يحدث الرشيد عن البرامكة فيزجره .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا يزيد بن محمد المهلبي قال حدثني إسحاق قال .
قال لي الرشيد يوما بأي شيء يتحدث الناس قلت يتحدثون بأنك تقبض على البرامكة وتولي الفضل بن الربيع الوزارة فغضب وصاح بي وما أنت وذاك ويلك فأمسكت .
فلما كان بعد أيام دعا بنا فكان أول شيء غنيته .
صوت .
( إذا نحن صَدَقْنَاكَ ... فضَرّ عندك الصدقُ ) .
( طلبنا النفعَ الباطِل ... ِ إذ لم يَنفع الحقُّ )