( نصحتُ أبا ربيعةَ فيه جُهْدِي ... وبعضُ النصح أحياناً ثقيلُ ) .
( فقل لأبي رَبيعةَ إذ عصاني ... وجارَ به عن القصد السبيلُ ) .
( لقد ضاعتْ برودُك فاحتسبْها ... وضاع الفَصُّ والسيفُ الصقيلُ ) .
( وسرجٌ كان للبِرذَوْنِ زَيْناً ... له في إثْره جَزَعاً صهيلُ ) .
( وأمّا الخمسةُ الآلافِ فاعلمْ ... بأنّك غَبْنَها لا تستقبلُ ) .
( وأنّ قضاءها فَتَعزَّ عنها ... سيأتي دونه زمنٌ طويلُ ) .
حدثني محمد بن مزيد قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
كنت جالسا بين يدي الواثق وهو ولي عهد إذ خرجت وصيفة من القصر كأنها خوط بان أحسن من رأته عيني قط تقدم عدة وصائف بأيديهن المذاب والمناديل ونحو ذلك فنظرت إليها نظر دهش وهو يرمقني .
فلما تبين إلحاح نظري قال ما لك يا أبا محمد قد انقطع كلامك وبانت الحيرة فيك فتلجلجت فقال لي رمتك والله هذه الوصيفة فأصابت قلبك فقلت غير ملوم فضحك ثم قال أنشدني في هذا المعنى فأنشدته قول المرار .
( أَلِكْنِي إليها عَمْرَك اللهَ يا فتى ... بآية ما قالت متَى هو رائحُ )